عندما سئلت الطفلة "سُنام" عن حفلة خطوبتها هذا الصيف، خلا وجهها من أية تعابير، وأخذت تتلاعب بردائها الذهبي وأجابت بالصمت، ولكن ليس بسبب خجلها، بل لأنها ما زالت لا تستطيع الكلام كثيرا، فهي تبلغ من العمر ثلاثة أعوام!
ففي يونيو/حزيران، تمت خطبة سُنام لابن عمتها "نعيم"، البالغ من العمر سبعة أعوام، برباط عقده آباءهما.
ورغم جهود الحكومة وجماعات الحقوق الإنسانية، فإن خطبة وزواج الأطفال ما زالا قائمين في هذه الدولة، خاصة بين الفقراء والأسر غير المثقفة وفي الأجزاء الريفية من الدولة.
وذكرت وكالة الأسوشيتد برس أن ما يقارب 16 في المائة من الأطفال الأفغانيين، يتزوجون دون الخامسة عشر، وفقا لبيانات حديثة لدى منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، كما ويوجد دليل على أن الفقر خلال السنوات الأخيرة الماضية، أدى إلى انخفاض أكثر في متوسط الأعمار حالات الزواج في بعض المناطق.
وتجبر هذه الممارسات الأزواج، على رباط بائس، قد يعرض الفتاة للعنف إن قاومت.
وأقدم والد سُنام على هذا الأمر، باعتباره هدية لشقيقته "فهيمة"، التي لم تنجب أي بنات، وترغب بواحدة.
هذا ويعد الزواج بين الأقرباء من الدرجة الأولى، أمرا شائعا في أفغانستان، إذ تعتقد العائلات أنه من الأفضل أن يكونوا على معرفة بأنسبائهم.
ويذكر أن العائلتين تعيشان في كابول، في نفس المجمع السكني المتواضع.
وقال "أورزالا أشرف"، مؤسس منظمة العناية الإنسانية بنساء وأطفال أفغانستان، "إنها مشكلة شائعة جدا، كما أن بعض الأفراد في عائلتي تزوجوا بهذه الطريقة"، وتابع قائلا "وفي بعض الحالات يتم عقد القران قبل الولادة."
وفي زواج إجباري تعيس، بإمكان الرجل أن يحظى بالمرأة التي يرغبها، كزوجة ثانية، وفقا للشريعة الإسلامية والعادات الأفغانية، فتجد الفتيات أنفسهن أسيرات في هذا الأمر، مما يدفع البعض إلى الانتحار.
فقد أقدمت فتاة في الثامنة عشر من العمر، في إحدى المناطق شمالي كابول، على الانتحار بإطلاق النار على نفسها، بعض أن رفضت عائلاتها فسخ خطبتها التي دامت ثلاث سنوات من مدمن على المخدرات، كما أوردت بذلك وكالة الأنباء "باجوك" الأفغانية في شهر أغسطس/آب.
ومع أن السن القانوني للزواج في أفغانستان هو 16 عاما للفتيات و18 عاما للفتيان، إلا أن نسبة زواج الأطفال تبلغ 43 في المائة من بين جميع الزيجات، وفقا للأمم المتحدة